تخطَّ إلى المحتوى

الإنكار وآليات الدفاع - الكتابةُ وسيلةً لمواجهة الصدمات النفسية في رواية كهف الألواح

يظهر لنا من خلال الطبقات السردية المتشابكة التي تلجأ إليها خلود العمراني خلال سردها أنها سجينة عملية إنكار ورفض، تدفن بسببها الحقيقة المؤلمة في أعماق وعيها. لكنها من خلال عملية الكتابة تخوض رحلة نفسية شاقة وعميقة، حيث تنزل تدريجيًا، مع كل مستوى سردي، إلى طبقات أعمق من وعيها، بدءًا من سرد روتين حياتها اليومية إلى غاية وصولها إلى كهف الألواح حيث واجهت الحقيقة الصادمة، مرورا بمنعطفات تلتقي خلالها بشخصيات تمثل إسقاطات مختلفة من شخصيتها، تسمح لها بالتعامل مع صدمتها سعيا نحو “الحقيقة” بشكل تدريجي من خلال طبقات متعددة من البوح والترميز.

خلال رحلتها النفسية، والسردية، اعتمدت خلود على مجموعة من آليات الدفاع، وهي:

  • التفكك (Dissociation): تستخدم خلود التفكك كآلية دفاعية من خلال خلق شخصيات متعددة (مثل إيزل، سارة، آزاد) قد تمثل جوانب مختلفة من ذاتها. هذا يسمح لها بالتعامل مع تجارب صادمة دون مواجهتها مباشرة.
  • الإسقاط (Projection): تسقط خلود مشاعرها وتجاربها على الشخصيات التي تخلقها. على سبيل المثال، قد تكون قصة إيزل مع العميد شكري إسقاطًا لتجارب استغلال عاشتها خلود نفسها.
  • الإنكار (Denial): من خلال خلق روايات متعددة ومتناقضة أحيانًا عن حياتها (كونها عاملة في الدعارة، أو مترجمة، أو روائية)، قد تكون خلود في حالة إنكار لجوانب معينة من واقعها.
  • التسامي (Sublimation): استخدام الكتابة كوسيلة للتعبير عن الصراعات والرغبات المكبوتة بطريقة مقبولة اجتماعيًا.
  • التعويض (Compensation): خلق شخصيات قوية ومتمكنة (مثل سارة/أماري) قد يكون تعويضًا عن مشاعر الضعف والعجز التي تشعر بها خلود.

هذه الآليات الدفاعية تعمل معًا لتشكل نسيجًا سرديا معقدًا يسمح لخلود بالتعامل مع صدمتها وصراعاتها الداخلية. من خلال هذا السرد المعقد والمتعدد الطبقات، تحاول خلود فهم ذاتها وتجاربها والوصول إلى نوع من المصالحة مع ماضيها وهويتها.

اقتراحات أكاديمية حول دور الكتابة في مواجهة الصدمات


تمثل رواية “كهف الألواح” حالة نموذجية حول كيفية استخدام الكتابة والسرد كوسيلة للتعامل مع الصدمات النفسية والهوية المجزأة. من خلال شخصية خلود العمراني، نرى كيف يمكن للكتابة أن تكون أداة قوية للشفاء والاستكشاف الذاتي. وهي بذلك تتيح إمكانيات متنوعة لدراسات يمكن للطالب الباحث أن يستلهم منها مذكرة تخرجه، أو أوراق بحثية متنوعة، مثل:

الكتابة كآلية دفاعية (دراسة في اعتماد الكتابة للتعامل مع الصدمات):

تحليل كيفية استخدام خلود العمراني، في رواية كهف الألواح، للكتابة كوسيلة لمواجهة صدماتها النفسية، مع التركيز على كيفية تطور سردها عبر الرواية وكيف يعكس ذلك رحلتها النفسية. يمكن للبحث أن يتوسع في جوانب التحليل النفسي وأنواع العلاج بالكتابة.

تعدد الشخصيات كانعكاس للهوية المجزأة (دراسة نفسية في رواية كهف الألواح):

استكشاف كيفية استخدام الرواية لتعدد الشخصيات (خلود، إيزل، سارة، آزاد) كوسيلة لتصوير الهوية المجزأة والمتشظية للشخصية الرئيسية وعملية إعادة تكامل الذات.

آليات الدفاع النفسي في الأدب (دراسة تطبيقية على رواية كهف الألواح):

تحليل كيفية توظيف الرواية لآليات الدفاع النفسي المختلفة (التفكك، الإسقاط، الإنكار، التسامي، التعويض) في بناء الشخصية وتطوير السرد.

السرد المتعدد الطبقات كتقنية أدبية للتحليل النفسي (دراسة في بنية كهف الألواح):

تحليل البنية السردية المعقدة للرواية وكيف تساهم هذه البنية في تصوير عملية الكشف التدريجي عن الحقيقة النفسية للشخصية الرئيسية.

تقدم هذه الاقتراحات البحثية فرصًا متنوعة لاستكشاف الجوانب النفسية والأدبية للرواية، مع التركيز على كيفية استخدام الكتابة كوسيلة للتعامل مع الصدمات النفسية وتشكيل الهوية.